بانتظار عقد محلي للهروب من ثلوج السويد..قاسم أبو حمرة : ما يجري في الزوراء مأساة رياض
عندما تذكراسم قاسم محمد لا يعرفه الكثيرون من الوسط الرياضي ولكن عندما تضاف الى اسمه لقب (أبو حمرة) فان الأمور تتغير ويصبح ناراً على علم ويبدأ حديث الذكريات والايام الخوالي عن انجازاته الكروية مع فريق الزوراء ايام كان حارس عرينها الأمين وملهم الفريق الاول في الوقت الذي غادر أبرز عناصره صوب فريق الرشيد، وبعد اعتزاله اللعب اتجة الى عالم التدريب لتبدأ رحلة جديدة من التألق و الإبداع مع المدرب (أبو حمرة) لاسيما انه حاول كسر طوق أساليب التدريب الروتينية عن طريق تجديد معلوماته واستثمار خبرته الطويلة في الملاعب فضلا عن مشاركته المستمرة في الدورات التدريبية التي اقيمت في الخارج او معايشته لعدد كبير من الأندية السويدية التي يقيم فيها حاليا،
(أبو حمرة) يشده الشوق والحنين للتدريب في ملعب الشالجية او في ملعب الشعب الدولي للمساهمة في تطوير قدرات حراس المرمى الشباب الذين بامس الحاجة الى مدرب خبير يمتلك رؤية وفلسفة تدريبية خاصة .
(المدى الرياضي )التقت المدرب قاسم محمد(أبو حمرة) ليحدثها عن تجربته الاحترافية في الملاعب العربية وعن مشواره التدريبي في السويد والتعرف على ارائه وتطلعاته بشأن مستقبل كرتنا وعن طموحاته واحلامه الكروية .
*قضيت عدة مواسم تدريبية عدة مع الاندية العربية ما ابرز تلك المحطات؟
- تجاربي الاحترافية ابتدأت في دولة قطر مع الفريق الاول لنادي الوكرة واستمريت معه لمدة موسم واحد ثم انتقلت الى الإشراف على تدريب حراس المرمى في فريق الخريطيات ، وبعد موسمين ناجحين مع الاندية القطرية وجهت لي الدعوة من ادارة نادي الشارقة للأشراف على تدريب فرق الفئات العمرية لمدة موسمين ، جاءني بعدها عرض نادي الوحدات الاردني وبقيت معه لمدة خمسة مواسم كانت حافلة بالانجازات والبطولات الكروية ومازالت علاقاتي طيبة مع الفرق التي اشرفت على تدريبها ، اضافة الى اعتزازي الكبير بالفترة التي عملت فيها مع فريقي الزوراء والشرطة ثم الإشراف على تدريب المنتخبين الوطني والشباب ، وقد اسهمت تلك التجارب الاحترافية في زيادة خبرتي التدريبية وأعطتني المزيد من الثقة بالنفس و في كيفية التعامل مع مختلف حراس المرمى.
نجاح في السويد
* ماذا عن تجربتك التدريبية في السويد؟
- العمل التدريبي في أوروبا ليس بالأمر السهل كما يتصوره البعض حيث يخضع كل متقدم للعمل في التدريب الى اختبارات نظرية وعملية تجرى من مدربين محترفين للحصول على درجة النجاح التي تؤهله للعمل كمدرب في السويد، وكنت قدمت أوراقي لعدد من الأندية هناك وبعد الاختبار تمت الموافقة على عملي مع فريق فيرويد الذي يلعب في دوري الدرجة الاولى اضافة الى عملي مع فريق اخر للنساء بواقع ثلاث وحدات تدريبية في الأسبوع ونجحت معه بدرجة كبيرة حيث ان حارسة المرمى في الفريق الذي اشرف على تدربيها اصبحت من افضل الحارسات في السويد وشاركت مع المنتخب الاولمبي في اولمبياد بكين 2008.
* كيف وجدت أجواء العمل في بلد الثلوج ؟
- ان جميع مستلزمات التدريب متوفرة من الملاعب الجيدة والتجهيزات الرياضية والقاعات ونظام التغذية والعقود الاحترافية وغيرها فضلا عن تهيئة الظروف المناسبة للمدرب كي يبدع ويقدم أفضل ما لديه من الامكانات اثناء الوحدات التدريبية ،انها اجواء مثالية للعمل ،كما ان اللاعب يحترم اوقات التدريب من خلال التزامه الدقيق بالتوقيتات المخصصة للتدريب، وتصور ان بعض الوحدات التدريبية تجرى ودرجة الحرارة 13 تحت الصفر لكن التزام اللاعبين واللاعبات لا يوصف وهذا يعطي الانطباع عن مقدار الالتزام والاحترافية الذين يعملون بهما وهذه واحدة من اهم اسباب تطورهم المذهل عن كرتنا العربية .
اشاعات مغرضة
* بعض المصادر ذكرت انك كنت وراء تعاقد الحارس نور صبري مع احد الاندية السويدية؟
- ليس لديّ أي فكرة عن موضوع تعاقد نور صبري مع الفريق السويدي ولا اعرف بالضبط تفاصيله وهذه إشاعة اطلقها البعض وليس لها أساس من الصحة لاسيما ان قضية احتراف نور غامضة وفيها لبس كبير.
* اين يكمن غموضها ؟ أليس من حق لاعبينا الاحتراف في الملاعب الأوروبية ؟
- ليس كل احتراف في أوروبا يطور اللاعب او ينعشه اقتصاديا لاسيما ان نور صبري حارس مرمى منتخب العراق الأول وافضل حارس مرمى في اسيا لعام2007، لذلك كان عليه ان يعرف ان يضع قدمه في أوروبا كي يستطيع تحقيق طموحاته وأحلامه وبالتالي تعود الفائدة الفنية الى المنتخب الوطني ولكن عقد نور لا يلبي الطموح من الناحيتين المادية والاقتصادية وحتى المفاوضات وصلت الى طريق مسدود والعقد في طريقه الى الإلغاء بسبب اصرار اتحاد الكرة على استقطاع نسبة من العقد .
الفارق كبير
* هناك تفاوت كبير في مستوى حراس المرمى الحاليين ، بماذا تعزو أسبابه؟
- ايام كنا لاعبين كان هناك اكثر من 8 حراس مرمى على مستوى عالٍ من الكفاءة والمقدرة وفي مختلف الفرق في الدوري و منهم رعد حمودي في الشرطة وفتاح نصيف في الجيش وكاظم شبيب في القوة الجوية، ما جعلني اتحدى نفسي وأتدرب بحماسة واندفاع كبيرين لأجل منافسة الحراس الكبار واثبات جدارتي بينهم بعيدا عن التفكير في الامور الاخرى ، اما الان فالفارق كبير فان تفكير حراس المرمى يتعلق اولا بالجانب المادي ثم تأتي الاعتبارات الاخرى ،ما يقلل من اندفاع الحراس اثناء الوحدات التدريبية وينعكس سلبا على مستواهم في المباريات ويشتت تفكيرهم الذهني.
*هل توجد لدينا ازمة حراس مرمى أو أزمة مدربين؟
- إن المواهب موجودة ومتوفرة في ملاعبنا لكن سوء الاختيار له علاقة وثيقة باهتزاز مستوى الحراس في المباريات لاسيما من الجانب البدني والمواصفات التي يجب ان تتوفر في الحارس الجيد ، والدليل على أننا نمتلك قاعدة تبشر بالخير ما قدمه محمد كاصد في بطولة كأس القارات الثامنة التي اقيمت مؤخرا في جوهانسبرغ التي تألق فيها كاصد بشكل لافت للنظر وقدم مباريات رائعة امام افضل مهاجمي العالم امثال توريس وفيا الاسبانيين وغيرهما ، واتصور ان احترافه في قبرص خطوة في الطريق الصحيح لاكتساب الخبرة وتعلّم المزيد من فنون حراسة المرمى، اما نور صبري فان مشكلته انه لا يعرف قيمة نفسه ويكثر من الكلام بدلا من العمل برغم من كونه حارساً جيداً.
دورات تطويرية
*كيف يتم تطوير قدرات مدربي حراس المرمى ؟
- يتصور البعض أن مهمة مدرب حراس المرمى سهلة ولا تحتاج الى بذل المزيد من الجهود ،ولكنها في الحقيقة تعد من المهام الصعبة في عالم التدريب ، لان حارس المرمى يعد نصف الفريق والدليل على كلامي ان أفضل الأندية العالمية تستعين بحراس مرمى محترفين للاطمئنان على سلامة شباكهم والمحافظة على انجازاتهم الكروية ومنها نادي مانشستر يونايتيد تشيلسي والارسنال وإنتر ميلان وغيرها، ان مدربينا بحاجة الى اخضاعهم لدورات تدريبية عالية المستوى وباشراف محاضرين من الطراز الاول مع معايشة الفرق العالمية المتطورة للتعرف على احدث طرائق التدريب فضلا عن القراءة والمتابعة والرغبة في التعلم ، وأتصور ان ذلك ليس بكثير على مدربينا وهذه من أولويات واجبات اتحاد الكرة ومن صميم عمل اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .
محاضرات تثقيفية
* هل ترى ان لاعبينا يمتلكون الثقافة الاحترافية ؟
- لا اتصور ان لاعبينا دخلوا في عالم الاحتراف الحقيقي حيث مازلنا نحث الخطى للوصول اليه لاسيما ان المتابع لمباريات المنتخب الوطني يتعرف على حالة الانفلات لدى اللاعبين وعدم التزامهم بالواجبات التكتيكية لهم ، حيث تشعر بطغيان الروح الفردية على الاداء الجماعي وهذا غير مسموح به اطلاقا في الفرق المحترفة التي تمتاز بالانضباط العالي واللعب بجماعية والابتعاد عن الطابع الفردي والمبالغة في المراوغة لتحقيق الانتصارات، وعلينا ان نبدأ بالقاء المحاضرات التثقيفية للاعبين الصغار في المدارس الكروية لتوسع مدارك اللاعبين وتجنب وقوعهم باخطاء اللاعبين الذين سبقوهم مع ذكر الامثلة النموذجية مثل احتراف اللاعب راضي شنيشل في الملاعب القطرية الذي دام اكثر من 9 مواسم.
* عدت الى بغداد من اجل الزيارة ام لغرض الأشراف على تدريب احد المنتخبات الوطنية او الفرق المحلية؟
- لي الشرف ان اعمل مع الأندية المحلية حيث اشعر حينها أنني اسهم في تطوير قدرات حراس المرمى والارتقاء بمستوياتهم نحو الأفضل ، لكن منذ لحظة وصولي حتى الان لم يسأل عني احد من اتحاد الكرة او من المؤسسات الرياضية وكأني غريب عن الوسط الكروي الذي عشت فيه أحلى ايامي ومرتع شبابي ولا اعرف الأسباب ، و قد يكون انشغال اتحاد الكرة بقضية الانتخابات من وراء ذلك.
تفاوت في الأجور
* هناك فارق كبير في مسألة أقيام عقود المدربين عن زملائهم مدربي حراس المرمى ، ما السبب من وجهة نظرك؟
- لي عتب كبير على مدربي حراس المرمى الحاليين ، لانهم يعملون بظروف صعبة لكنهم يتقاضون أجوراً اقل بكثير من مدربي الفرق والسبب الاول يتعلق بقبول مدربي حراس المرمى العمل بأي مبلغ فلا يعقل ان يصل عقد المدرب الى 60 او 70 مليون دينار، بينما مدرب حراس المرمى يتقاضي من 10 الى 15 مليون دينار، وهذا الامر غير صحيح وله انعكاسات سلبية على عملهم حيث يصبحون الحلقة الأضعف في العملية التدريبية للفارق الكبير بين عقود المدربين واللاعبين ومدرب حراس المرمى وأخيرا اقول: ( رحم الله امرءا عرف قدر نفسه)).
مشكلة النوارس
*ما شعورك عندما وجدت فريق الزوراء تحيط به المشاكل المادية من كل حدب وصوب ، وجداره آيل للسقوط؟
- انها مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معانِ، لان نادي الزوراء قلعة من قلاع العراق الرياضية ومنجم المواهب و الابطال في مختلف الالعاب، ومن اهم ملامح كرتنا المحلية ورمزاً للجماهير، فليس من المعقول ان يصل به الحال الى هذا المستوى من التدهور والجميع يقف مكتوفي الأيدي ويتفرجون على ما يجري له .. اشعر بمرارة عندما سمعت ما حصل للفريق في مبارياته الأخيرة في منافسات الدوري الممتاز للموسم الماضي ،واتذكر اني عندما كنت لاعبا في بداية مشواري الكروي ادعو الله ان يوفقني والعب ذات يوم لفريق الزوراء صاحب السمعة المدوية في الملاعب وعندما دعيت لارتداء فانلته لأول مرة براتب قدره 35 ديناراً كنت في غاية السعادة والانشراح ، لان الزوراء اسم كبير وتاريخ حافل وبطولات لاتنسى وجماهيرية كبيرة، و لا اعرف ماذا حصل للاعبين كي يتخلوا عنه بهذه الطريقة التي لا تليق بسمعته من اجل المال لاسيما ان نادي الزوراء يخلق النجوم دائما وليس العكس، واطالب الجميع العمل بنكران ذات ووضع سمعة النادي في المقام الاول بعيدا عن الاعتبارات الاخرى.
دوري ضعيف
*هل تتابع مباريات دوري الكرة الممتاز؟
- تابعت بعض المباريات كلما سنحت لي الفرصة بذلك ووجدت ان مستوى الدوري من النواحي الفنية والتنظيمية ضعيف ولا يتناسب مع سمعة كرتنا في الخارج والمنافسة فيه مفقودة وهناك تفاوت كبير في الفرق فضلا عن عدم استقرار مواعيد المباريات وكثرة التأجيلات ،اضافة الى ان منافسات الدوري ضمت عدداً كبيراً من الفرق التي أرى أن أغلبها غير مؤهل للعب في الدوري الممتاز، لذلك أتمنى أن يتم تقليل الفرق لأجل متعة المشاهد زيادة دائرة التنافس.
* هل استحق فريق أربيل لقب الدوري للموسم الثالث على التوالي؟
- من الناحية الفنية استحق فريق اربيل للقب بعد ان قاد الحارس احمد علي فريقه نحو قمة التتويج ببراعة متناهية ورد ثلاث ركلات جزاء والفضل يعود الى مدرب الحراس عماد هاشم الذي ارى أنه يستحق تدريب حراس المرمى في المنتخب الوطني لنجاحه في عودة احمد علي الى التألق من جديد.
انتخابات بعيداً عن التخندق
*ما رأيك بمسلسل تأجيلات انتخابات اتحاد الكرة عن طريق المماطلة والتسويف؟
- يجب ان تقام الانتخابات في موعدها المقرر على ان تتم باسلوب ديمقراطي شفاف بعيداً عن الاصطفاف او التخنذق ، والمسؤولية التاريخية تقع على اعضاء الهيئة العامة التي يجب ان تختار العناصر الكفوءة القادرة على الارتقاء بواقع اللعبة نحو الافضل وتصحيح مسارها في المرحلة المقبلة .
* كيف ترى مستقبل كرة القدم في العراق ؟
- يلعب الجانب المادي دوراً مهماً في عملية تطوير اللعبة والنهوض بواقعها لذلك على المؤسسات الرياضية توفير الاموال اللازمة للاهتمام بفرق الفئات العمرية وتوفير التغذية المناسبة للاعبين لاعدادهم فنيا وصحيا وبناء الملاعب الجيدة وتوفير مستلزمات التدريب وإقامة المعسكرات التدريبية وإشراك المدربين في الدورات التطويرية لاسيما اننا نمتلك الخامات والمواهب الفذة من اللاعبين والمدربين لكنها بحاجة الى الصقل بصورة علمية ،لان التدريب بالطريقة الارتجالية له مردودات سلبية وعواقب وخيمة على مستقبل اللعبة.
مواهب مغتربة
*سمعنا الكثير عن المواهب الكروية المغتربة لكن عند دعوة اللاعبين للتدريب مع المنتخبات الوطنية او الأندية نجدهم يستطيعون تأكيد جدارتهم حتى سميت بالمواهب الوهمية؟
- ما تقوله صحيح فليس كل من ركل الكرة في ملاعب الغربة باستطاعته ارتداء فانلة المنتخب الوطني او الاولمبي او حتى الاندية المتقدمة، لكن اذا كانت النصيحة تأتي من مدرب معروف محترف له تجارب كروية واسعة فان رأيه يجب أن يحترم يؤخذ به وحدثذت معي ذات مرة اني طلبت من حسين سعيد رئيس الاتحاد ان يضم الى المنتخب الشاب اللاعب الموهوب احمد ياسين من تولد 1991 الذي يلعب في الدوري السويدي وهو احد العلامات الفارقة فيه لكن سعيد اعتذر بطريقة غريبة عندما قال لي، انك تأخرت في الطلب وأرسلت اسماء الوفد ولا يمكن اضافته للفريق،بينما كانت الحقيقة مغايرة لكلام سعيد !على العموم انا اتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا اللاعب الشاب لامتلاكه المؤهلات الفنية والبدنية التي تؤهله للعب دور مؤثر مع المنتخبات الوطنية ويشكل قوة مضاعفة للمنتخب اضافة الى شقيقه أوراس الذي يستحق اللعب مع المنتخب الوطني.
*ماذا تقول في اختتام الحديث؟
- أتمنى أن يعم السلام والامان ربوع بلادي وان تنعم بالراحة والطمأنينة وان اعمل لخدمة بلدي وانا على استعداد تام لإنهاء عقدي مع الفريق السويدي من اجل عيون فرقنا المحلية التي اشعر برابطة قوية معهم واسعى الى تسخير الخبرة التي اكتسبتها من الاحتراف لصالح كرتنا والمدربين الشباب لوجود دين في عنقي لجماهير كرتنا الوفية
(أبو حمرة) يشده الشوق والحنين للتدريب في ملعب الشالجية او في ملعب الشعب الدولي للمساهمة في تطوير قدرات حراس المرمى الشباب الذين بامس الحاجة الى مدرب خبير يمتلك رؤية وفلسفة تدريبية خاصة .
(المدى الرياضي )التقت المدرب قاسم محمد(أبو حمرة) ليحدثها عن تجربته الاحترافية في الملاعب العربية وعن مشواره التدريبي في السويد والتعرف على ارائه وتطلعاته بشأن مستقبل كرتنا وعن طموحاته واحلامه الكروية .
*قضيت عدة مواسم تدريبية عدة مع الاندية العربية ما ابرز تلك المحطات؟
- تجاربي الاحترافية ابتدأت في دولة قطر مع الفريق الاول لنادي الوكرة واستمريت معه لمدة موسم واحد ثم انتقلت الى الإشراف على تدريب حراس المرمى في فريق الخريطيات ، وبعد موسمين ناجحين مع الاندية القطرية وجهت لي الدعوة من ادارة نادي الشارقة للأشراف على تدريب فرق الفئات العمرية لمدة موسمين ، جاءني بعدها عرض نادي الوحدات الاردني وبقيت معه لمدة خمسة مواسم كانت حافلة بالانجازات والبطولات الكروية ومازالت علاقاتي طيبة مع الفرق التي اشرفت على تدريبها ، اضافة الى اعتزازي الكبير بالفترة التي عملت فيها مع فريقي الزوراء والشرطة ثم الإشراف على تدريب المنتخبين الوطني والشباب ، وقد اسهمت تلك التجارب الاحترافية في زيادة خبرتي التدريبية وأعطتني المزيد من الثقة بالنفس و في كيفية التعامل مع مختلف حراس المرمى.
نجاح في السويد
* ماذا عن تجربتك التدريبية في السويد؟
- العمل التدريبي في أوروبا ليس بالأمر السهل كما يتصوره البعض حيث يخضع كل متقدم للعمل في التدريب الى اختبارات نظرية وعملية تجرى من مدربين محترفين للحصول على درجة النجاح التي تؤهله للعمل كمدرب في السويد، وكنت قدمت أوراقي لعدد من الأندية هناك وبعد الاختبار تمت الموافقة على عملي مع فريق فيرويد الذي يلعب في دوري الدرجة الاولى اضافة الى عملي مع فريق اخر للنساء بواقع ثلاث وحدات تدريبية في الأسبوع ونجحت معه بدرجة كبيرة حيث ان حارسة المرمى في الفريق الذي اشرف على تدربيها اصبحت من افضل الحارسات في السويد وشاركت مع المنتخب الاولمبي في اولمبياد بكين 2008.
* كيف وجدت أجواء العمل في بلد الثلوج ؟
- ان جميع مستلزمات التدريب متوفرة من الملاعب الجيدة والتجهيزات الرياضية والقاعات ونظام التغذية والعقود الاحترافية وغيرها فضلا عن تهيئة الظروف المناسبة للمدرب كي يبدع ويقدم أفضل ما لديه من الامكانات اثناء الوحدات التدريبية ،انها اجواء مثالية للعمل ،كما ان اللاعب يحترم اوقات التدريب من خلال التزامه الدقيق بالتوقيتات المخصصة للتدريب، وتصور ان بعض الوحدات التدريبية تجرى ودرجة الحرارة 13 تحت الصفر لكن التزام اللاعبين واللاعبات لا يوصف وهذا يعطي الانطباع عن مقدار الالتزام والاحترافية الذين يعملون بهما وهذه واحدة من اهم اسباب تطورهم المذهل عن كرتنا العربية .
اشاعات مغرضة
* بعض المصادر ذكرت انك كنت وراء تعاقد الحارس نور صبري مع احد الاندية السويدية؟
- ليس لديّ أي فكرة عن موضوع تعاقد نور صبري مع الفريق السويدي ولا اعرف بالضبط تفاصيله وهذه إشاعة اطلقها البعض وليس لها أساس من الصحة لاسيما ان قضية احتراف نور غامضة وفيها لبس كبير.
* اين يكمن غموضها ؟ أليس من حق لاعبينا الاحتراف في الملاعب الأوروبية ؟
- ليس كل احتراف في أوروبا يطور اللاعب او ينعشه اقتصاديا لاسيما ان نور صبري حارس مرمى منتخب العراق الأول وافضل حارس مرمى في اسيا لعام2007، لذلك كان عليه ان يعرف ان يضع قدمه في أوروبا كي يستطيع تحقيق طموحاته وأحلامه وبالتالي تعود الفائدة الفنية الى المنتخب الوطني ولكن عقد نور لا يلبي الطموح من الناحيتين المادية والاقتصادية وحتى المفاوضات وصلت الى طريق مسدود والعقد في طريقه الى الإلغاء بسبب اصرار اتحاد الكرة على استقطاع نسبة من العقد .
الفارق كبير
* هناك تفاوت كبير في مستوى حراس المرمى الحاليين ، بماذا تعزو أسبابه؟
- ايام كنا لاعبين كان هناك اكثر من 8 حراس مرمى على مستوى عالٍ من الكفاءة والمقدرة وفي مختلف الفرق في الدوري و منهم رعد حمودي في الشرطة وفتاح نصيف في الجيش وكاظم شبيب في القوة الجوية، ما جعلني اتحدى نفسي وأتدرب بحماسة واندفاع كبيرين لأجل منافسة الحراس الكبار واثبات جدارتي بينهم بعيدا عن التفكير في الامور الاخرى ، اما الان فالفارق كبير فان تفكير حراس المرمى يتعلق اولا بالجانب المادي ثم تأتي الاعتبارات الاخرى ،ما يقلل من اندفاع الحراس اثناء الوحدات التدريبية وينعكس سلبا على مستواهم في المباريات ويشتت تفكيرهم الذهني.
*هل توجد لدينا ازمة حراس مرمى أو أزمة مدربين؟
- إن المواهب موجودة ومتوفرة في ملاعبنا لكن سوء الاختيار له علاقة وثيقة باهتزاز مستوى الحراس في المباريات لاسيما من الجانب البدني والمواصفات التي يجب ان تتوفر في الحارس الجيد ، والدليل على أننا نمتلك قاعدة تبشر بالخير ما قدمه محمد كاصد في بطولة كأس القارات الثامنة التي اقيمت مؤخرا في جوهانسبرغ التي تألق فيها كاصد بشكل لافت للنظر وقدم مباريات رائعة امام افضل مهاجمي العالم امثال توريس وفيا الاسبانيين وغيرهما ، واتصور ان احترافه في قبرص خطوة في الطريق الصحيح لاكتساب الخبرة وتعلّم المزيد من فنون حراسة المرمى، اما نور صبري فان مشكلته انه لا يعرف قيمة نفسه ويكثر من الكلام بدلا من العمل برغم من كونه حارساً جيداً.
دورات تطويرية
*كيف يتم تطوير قدرات مدربي حراس المرمى ؟
- يتصور البعض أن مهمة مدرب حراس المرمى سهلة ولا تحتاج الى بذل المزيد من الجهود ،ولكنها في الحقيقة تعد من المهام الصعبة في عالم التدريب ، لان حارس المرمى يعد نصف الفريق والدليل على كلامي ان أفضل الأندية العالمية تستعين بحراس مرمى محترفين للاطمئنان على سلامة شباكهم والمحافظة على انجازاتهم الكروية ومنها نادي مانشستر يونايتيد تشيلسي والارسنال وإنتر ميلان وغيرها، ان مدربينا بحاجة الى اخضاعهم لدورات تدريبية عالية المستوى وباشراف محاضرين من الطراز الاول مع معايشة الفرق العالمية المتطورة للتعرف على احدث طرائق التدريب فضلا عن القراءة والمتابعة والرغبة في التعلم ، وأتصور ان ذلك ليس بكثير على مدربينا وهذه من أولويات واجبات اتحاد الكرة ومن صميم عمل اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .
محاضرات تثقيفية
* هل ترى ان لاعبينا يمتلكون الثقافة الاحترافية ؟
- لا اتصور ان لاعبينا دخلوا في عالم الاحتراف الحقيقي حيث مازلنا نحث الخطى للوصول اليه لاسيما ان المتابع لمباريات المنتخب الوطني يتعرف على حالة الانفلات لدى اللاعبين وعدم التزامهم بالواجبات التكتيكية لهم ، حيث تشعر بطغيان الروح الفردية على الاداء الجماعي وهذا غير مسموح به اطلاقا في الفرق المحترفة التي تمتاز بالانضباط العالي واللعب بجماعية والابتعاد عن الطابع الفردي والمبالغة في المراوغة لتحقيق الانتصارات، وعلينا ان نبدأ بالقاء المحاضرات التثقيفية للاعبين الصغار في المدارس الكروية لتوسع مدارك اللاعبين وتجنب وقوعهم باخطاء اللاعبين الذين سبقوهم مع ذكر الامثلة النموذجية مثل احتراف اللاعب راضي شنيشل في الملاعب القطرية الذي دام اكثر من 9 مواسم.
* عدت الى بغداد من اجل الزيارة ام لغرض الأشراف على تدريب احد المنتخبات الوطنية او الفرق المحلية؟
- لي الشرف ان اعمل مع الأندية المحلية حيث اشعر حينها أنني اسهم في تطوير قدرات حراس المرمى والارتقاء بمستوياتهم نحو الأفضل ، لكن منذ لحظة وصولي حتى الان لم يسأل عني احد من اتحاد الكرة او من المؤسسات الرياضية وكأني غريب عن الوسط الكروي الذي عشت فيه أحلى ايامي ومرتع شبابي ولا اعرف الأسباب ، و قد يكون انشغال اتحاد الكرة بقضية الانتخابات من وراء ذلك.
تفاوت في الأجور
* هناك فارق كبير في مسألة أقيام عقود المدربين عن زملائهم مدربي حراس المرمى ، ما السبب من وجهة نظرك؟
- لي عتب كبير على مدربي حراس المرمى الحاليين ، لانهم يعملون بظروف صعبة لكنهم يتقاضون أجوراً اقل بكثير من مدربي الفرق والسبب الاول يتعلق بقبول مدربي حراس المرمى العمل بأي مبلغ فلا يعقل ان يصل عقد المدرب الى 60 او 70 مليون دينار، بينما مدرب حراس المرمى يتقاضي من 10 الى 15 مليون دينار، وهذا الامر غير صحيح وله انعكاسات سلبية على عملهم حيث يصبحون الحلقة الأضعف في العملية التدريبية للفارق الكبير بين عقود المدربين واللاعبين ومدرب حراس المرمى وأخيرا اقول: ( رحم الله امرءا عرف قدر نفسه)).
مشكلة النوارس
*ما شعورك عندما وجدت فريق الزوراء تحيط به المشاكل المادية من كل حدب وصوب ، وجداره آيل للسقوط؟
- انها مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معانِ، لان نادي الزوراء قلعة من قلاع العراق الرياضية ومنجم المواهب و الابطال في مختلف الالعاب، ومن اهم ملامح كرتنا المحلية ورمزاً للجماهير، فليس من المعقول ان يصل به الحال الى هذا المستوى من التدهور والجميع يقف مكتوفي الأيدي ويتفرجون على ما يجري له .. اشعر بمرارة عندما سمعت ما حصل للفريق في مبارياته الأخيرة في منافسات الدوري الممتاز للموسم الماضي ،واتذكر اني عندما كنت لاعبا في بداية مشواري الكروي ادعو الله ان يوفقني والعب ذات يوم لفريق الزوراء صاحب السمعة المدوية في الملاعب وعندما دعيت لارتداء فانلته لأول مرة براتب قدره 35 ديناراً كنت في غاية السعادة والانشراح ، لان الزوراء اسم كبير وتاريخ حافل وبطولات لاتنسى وجماهيرية كبيرة، و لا اعرف ماذا حصل للاعبين كي يتخلوا عنه بهذه الطريقة التي لا تليق بسمعته من اجل المال لاسيما ان نادي الزوراء يخلق النجوم دائما وليس العكس، واطالب الجميع العمل بنكران ذات ووضع سمعة النادي في المقام الاول بعيدا عن الاعتبارات الاخرى.
دوري ضعيف
*هل تتابع مباريات دوري الكرة الممتاز؟
- تابعت بعض المباريات كلما سنحت لي الفرصة بذلك ووجدت ان مستوى الدوري من النواحي الفنية والتنظيمية ضعيف ولا يتناسب مع سمعة كرتنا في الخارج والمنافسة فيه مفقودة وهناك تفاوت كبير في الفرق فضلا عن عدم استقرار مواعيد المباريات وكثرة التأجيلات ،اضافة الى ان منافسات الدوري ضمت عدداً كبيراً من الفرق التي أرى أن أغلبها غير مؤهل للعب في الدوري الممتاز، لذلك أتمنى أن يتم تقليل الفرق لأجل متعة المشاهد زيادة دائرة التنافس.
* هل استحق فريق أربيل لقب الدوري للموسم الثالث على التوالي؟
- من الناحية الفنية استحق فريق اربيل للقب بعد ان قاد الحارس احمد علي فريقه نحو قمة التتويج ببراعة متناهية ورد ثلاث ركلات جزاء والفضل يعود الى مدرب الحراس عماد هاشم الذي ارى أنه يستحق تدريب حراس المرمى في المنتخب الوطني لنجاحه في عودة احمد علي الى التألق من جديد.
انتخابات بعيداً عن التخندق
*ما رأيك بمسلسل تأجيلات انتخابات اتحاد الكرة عن طريق المماطلة والتسويف؟
- يجب ان تقام الانتخابات في موعدها المقرر على ان تتم باسلوب ديمقراطي شفاف بعيداً عن الاصطفاف او التخنذق ، والمسؤولية التاريخية تقع على اعضاء الهيئة العامة التي يجب ان تختار العناصر الكفوءة القادرة على الارتقاء بواقع اللعبة نحو الافضل وتصحيح مسارها في المرحلة المقبلة .
* كيف ترى مستقبل كرة القدم في العراق ؟
- يلعب الجانب المادي دوراً مهماً في عملية تطوير اللعبة والنهوض بواقعها لذلك على المؤسسات الرياضية توفير الاموال اللازمة للاهتمام بفرق الفئات العمرية وتوفير التغذية المناسبة للاعبين لاعدادهم فنيا وصحيا وبناء الملاعب الجيدة وتوفير مستلزمات التدريب وإقامة المعسكرات التدريبية وإشراك المدربين في الدورات التطويرية لاسيما اننا نمتلك الخامات والمواهب الفذة من اللاعبين والمدربين لكنها بحاجة الى الصقل بصورة علمية ،لان التدريب بالطريقة الارتجالية له مردودات سلبية وعواقب وخيمة على مستقبل اللعبة.
مواهب مغتربة
*سمعنا الكثير عن المواهب الكروية المغتربة لكن عند دعوة اللاعبين للتدريب مع المنتخبات الوطنية او الأندية نجدهم يستطيعون تأكيد جدارتهم حتى سميت بالمواهب الوهمية؟
- ما تقوله صحيح فليس كل من ركل الكرة في ملاعب الغربة باستطاعته ارتداء فانلة المنتخب الوطني او الاولمبي او حتى الاندية المتقدمة، لكن اذا كانت النصيحة تأتي من مدرب معروف محترف له تجارب كروية واسعة فان رأيه يجب أن يحترم يؤخذ به وحدثذت معي ذات مرة اني طلبت من حسين سعيد رئيس الاتحاد ان يضم الى المنتخب الشاب اللاعب الموهوب احمد ياسين من تولد 1991 الذي يلعب في الدوري السويدي وهو احد العلامات الفارقة فيه لكن سعيد اعتذر بطريقة غريبة عندما قال لي، انك تأخرت في الطلب وأرسلت اسماء الوفد ولا يمكن اضافته للفريق،بينما كانت الحقيقة مغايرة لكلام سعيد !على العموم انا اتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا اللاعب الشاب لامتلاكه المؤهلات الفنية والبدنية التي تؤهله للعب دور مؤثر مع المنتخبات الوطنية ويشكل قوة مضاعفة للمنتخب اضافة الى شقيقه أوراس الذي يستحق اللعب مع المنتخب الوطني.
*ماذا تقول في اختتام الحديث؟
- أتمنى أن يعم السلام والامان ربوع بلادي وان تنعم بالراحة والطمأنينة وان اعمل لخدمة بلدي وانا على استعداد تام لإنهاء عقدي مع الفريق السويدي من اجل عيون فرقنا المحلية التي اشعر برابطة قوية معهم واسعى الى تسخير الخبرة التي اكتسبتها من الاحتراف لصالح كرتنا والمدربين الشباب لوجود دين في عنقي لجماهير كرتنا الوفية