الحلقة التاسعة: في مسجد الكوفة
قف بخشوع.. واخلع نعليك إنك في مكان وطأته أقدام النبيين، والوصيين، إنك في مكان تتعاهده الملائكة في كل حين.
في هذه اللحظات تتوقف ساعات الزمن لتنتقل بفكرك الى تلك العوالم..
إنك ستدخل الى مسجد آدم.. الى مسجد نوح .. الى مسجد صلى فيه ابراهيم الخليل.. صلى فيه خاتم المرسلين..
الى مسجد أمَّ فيه الصلاةَ أميرُ المؤمنين.. وهناك في محرابه .. صرخ قائلا: فزتُ ورب الكعبة..
لئن كان الخطاب الموجه الى موسى (ع) بالقول:فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً..
فقد كان الخطاب هنا: يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ أَبِيكَ آدَمَ وَ مُصَلَّى الْأَنْبِيَاءِ فَانْزِلْ فَصَلِّ فِيهِ .
ينزل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بالبراق ليصلي فيه قبل أن ينطلق في رحلة إسراءه نحو السماء..
أية مشاعر تعيشها وأنت على باب مسجد الكوفة؟ أي باب هو هذا؟
إنه الباب المسمى باب الثعبان؟ وأسموه باب الفيل..
لقد سمي باب الثعبان بعد أن دخل منه ثعبان عظيم وأمير المؤمنين (ع) على المنبر..
فقد روى المؤرخون: أَنَّ عَلِيّاً (ع) بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ أَقْبَلَتْ حَيَّةٌ مِنْ بَابِ الْفِيلِ مِثْلُ الْبُخْتِيِّ الْعَظِيمِ (الابل الخراسانية)، فَنَادَاهُمْ عَلِيٌّ: افْرِجُوا لَهَا فَإِنَّ هَذَا رَسُولُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ.
فَجَاءَتْ حَتَّى وَضَعَتْ فَاهاً عَلَى أُذُنِهِ وَ إِنَّهَا لَتَنِقُّ كَمَا يَنِقُّ الضِّفْدِعُ وَ كَلَّمَهَا بِكَلَامٍ شَبِيهٍ بِنِقِّهَا ثُمَّ وَلَّتِ الْحَيَّةُ فَقَالَ النَّاسُ مَا حَالُهَا؟
قَالَ: هُوَ رَسُولُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَ بَنِي عَامِرٍ وَ غَيْرِهِمْ شَرٌّ وَ قِتَالٌ فَبَعَثُوهُ لِآتِيَهُمْ فَأُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَوَعَدْتُهُمْ أَنِّي آتِيهِمُ اللَّيْلَةَ ...
أما بنو أمية فقد أزعجتهم هذه التسمية التي تخلد معجزة من معجزات أبي تراب، فربطوا عنده فيلا كبيرا ليسمى بعدها بباب الفيل بعد أن سقط الفيل عنده ميتاً.
أما أمير المؤمنين (ع) : فقد سماه بالباب الاعظم..
أليس هو القائل صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : ادْخُلْ إِلَى الْجَامِعِ مِنَ الْبَابِ الْأَعْظَمِ فَإِنَّهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ؟
خلعنا النعل ودخلنا بخشوع.. ويحار الفكر عندما يتنقل بين الماضي والحاضر..
لقد شُيّد هذا المسجد على أرض مربعة الشكل ، بانحراف قليل عن القبلة بمقدار 17 درجة تقريباً ، وقد خُطط ليتسع لأربعين ألف مصلٍ ، وقد مرّ بتطويرات وإصلاحات متعددة حتّى استقر على وضعه القائم وبالشكل الحالي على مساحة كلية تبلغ: 11162م2 فالمنطقة المكشوفة منه تبلغ 5642 م2 والمسقفة تبلغ 5520 م2.
وعدد الاعمدة الكلية في المسجد تبلغ 187 عامودا، بينما تبلغ عدد الاقواس فيه 56 قوسا..
الماضي البعيد يحملُ كل تلك المعاني التي تجعل القلب والفكر خاشعاً.. والماضي القريبُ يجعلك تصطدم بما تراه من جديد..
يشغلك الجديد عن القديم .. وتحتار بينهما..
في الماضي القريب بالنسبة لي أي منذ منذ قرابة أربعة عقود ترتسم في مخيلتي تلك الصورة الخاصة لمسجد الكوفة.. مسجدٌ يذكرك بالماضي البعيد.. أرضه رملية.. جدرانه المرتفعة عشرة أمتار تحاكي جدران قصر الامارة.. يتوسطه مكان كان يجذب اليه الكبار والصغار وخاصة من كان في مثل عمري آنذاك ليقف وينظر اليه و هو محاط بسور حديدي يمنع السقوط في ذاك المكان العميق بضعة أمتار..
إنه المكان الذي فار منه التنور.. إنه مكان سفينة نوح..
كنت شابا في مقتبل العمر أقف وأتأمل ذاك المكان.. من هنا كانت بداية الطوفان حيث نبع الماء من تنور النار.. فعمَّ العقاب المعمورة التي لم ينج من سكانها سوى من ركب السفينة.. وكنت أتساءل بيني وبين نفسي قائلا: كيف يمكن للماء أن يفور من تنور النار؟ وكنت افترض الجواب سريعاً.. كما حصل مع ابراهيم الذي صارت النار عليه بردا وسلاما..
مَن فهمَ قصة الطوفان يفهمُ قول رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَهْلُ بَيْتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ.
كان للتنور رمزيته في مسجد الكوفة.. وكان الزائرُ يتجول في أرجاءه بين تلك الاسطوانات التي تحمل كل واحدة منها رمزية خاصة.
ها نحن عند الباب الاعظم نهيئ أنفسنا للدخول فلا بد لنا من ننتقل من حالة الفكر والخيال الى حالة الواقع والعمل، لذا علينا ان نسلم قائلين:
السَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
السَّلَامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَى مَجَالِسِهِ وَ مَشَاهِدِهِ وَ مَقَامِ حِكْمَتِهِ وَ آثَارِ آبَائِهِ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ بُنْيَانِ بَيِّنَاتِهِ.
السَّلَامُ عَلَى الْإِمَامِ الْحَكِيمِ الْعَدْلِ الصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ الْفَارُوقِ بِالْقِسْطِ الَّذِي فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الْكُفْرِ وَ الْإِيمَانِ وَ الشِّرْكِ وَ التَّوْحِيدِ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ خَاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ زَيْنُ الصِّدِّيقِينَ وَ صَابِرُ الْمُمْتَحَنِينَ وَ أَنَّكَ حَكَمُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ قَاضِي أَمْرِهِ وَ بَابُ حِكْمَتِهِ وَ عَاقِدُ عَهْدِهِ وَ النَّاطِقُ بِوَعْدِهِ وَ الْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ وَ كَهْفُ النَّجَاةِ وَ مِنْهَاجُ التُّقَى وَ الدَّرَجَةُ الْعُلْيَا وَ مُهَيْمِنُ الْقَاضِي الْأَعْلَى.
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى أَنْتَ وَلِيِّي وَ سَيِّدِي وَ وَسِيلَتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
نعم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) رمزية خاصة في هذا المسجد.
لقد أصبحنا مهيئين للدخول فخطونا نحو المسجد ونحن نقول:
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ.
هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ (ص) وَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ الصَّادِقِينَ النَّاطِقِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَ هُدَاةً وَ مَوَالِيَ.
سَلَّمْتُ لِأَمْرِ اللَّهِ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ وَلِيّاً كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً حَسْبِيَ اللَّهُ وَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ (ص) وَ أَنَّ عَلِيّاً وَ الْأَئِمَّةَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ (ع) أَوْلِيَاؤُهُ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.
قف بخشوع.. واخلع نعليك إنك في مكان وطأته أقدام النبيين، والوصيين، إنك في مكان تتعاهده الملائكة في كل حين.
في هذه اللحظات تتوقف ساعات الزمن لتنتقل بفكرك الى تلك العوالم..
إنك ستدخل الى مسجد آدم.. الى مسجد نوح .. الى مسجد صلى فيه ابراهيم الخليل.. صلى فيه خاتم المرسلين..
الى مسجد أمَّ فيه الصلاةَ أميرُ المؤمنين.. وهناك في محرابه .. صرخ قائلا: فزتُ ورب الكعبة..
لئن كان الخطاب الموجه الى موسى (ع) بالقول:فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً..
فقد كان الخطاب هنا: يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَسْجِدُ أَبِيكَ آدَمَ وَ مُصَلَّى الْأَنْبِيَاءِ فَانْزِلْ فَصَلِّ فِيهِ .
ينزل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بالبراق ليصلي فيه قبل أن ينطلق في رحلة إسراءه نحو السماء..
أية مشاعر تعيشها وأنت على باب مسجد الكوفة؟ أي باب هو هذا؟
إنه الباب المسمى باب الثعبان؟ وأسموه باب الفيل..
لقد سمي باب الثعبان بعد أن دخل منه ثعبان عظيم وأمير المؤمنين (ع) على المنبر..
فقد روى المؤرخون: أَنَّ عَلِيّاً (ع) بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ أَقْبَلَتْ حَيَّةٌ مِنْ بَابِ الْفِيلِ مِثْلُ الْبُخْتِيِّ الْعَظِيمِ (الابل الخراسانية)، فَنَادَاهُمْ عَلِيٌّ: افْرِجُوا لَهَا فَإِنَّ هَذَا رَسُولُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ.
فَجَاءَتْ حَتَّى وَضَعَتْ فَاهاً عَلَى أُذُنِهِ وَ إِنَّهَا لَتَنِقُّ كَمَا يَنِقُّ الضِّفْدِعُ وَ كَلَّمَهَا بِكَلَامٍ شَبِيهٍ بِنِقِّهَا ثُمَّ وَلَّتِ الْحَيَّةُ فَقَالَ النَّاسُ مَا حَالُهَا؟
قَالَ: هُوَ رَسُولُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَ بَنِي عَامِرٍ وَ غَيْرِهِمْ شَرٌّ وَ قِتَالٌ فَبَعَثُوهُ لِآتِيَهُمْ فَأُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَوَعَدْتُهُمْ أَنِّي آتِيهِمُ اللَّيْلَةَ ...
أما بنو أمية فقد أزعجتهم هذه التسمية التي تخلد معجزة من معجزات أبي تراب، فربطوا عنده فيلا كبيرا ليسمى بعدها بباب الفيل بعد أن سقط الفيل عنده ميتاً.
أما أمير المؤمنين (ع) : فقد سماه بالباب الاعظم..
أليس هو القائل صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : ادْخُلْ إِلَى الْجَامِعِ مِنَ الْبَابِ الْأَعْظَمِ فَإِنَّهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ؟
خلعنا النعل ودخلنا بخشوع.. ويحار الفكر عندما يتنقل بين الماضي والحاضر..
لقد شُيّد هذا المسجد على أرض مربعة الشكل ، بانحراف قليل عن القبلة بمقدار 17 درجة تقريباً ، وقد خُطط ليتسع لأربعين ألف مصلٍ ، وقد مرّ بتطويرات وإصلاحات متعددة حتّى استقر على وضعه القائم وبالشكل الحالي على مساحة كلية تبلغ: 11162م2 فالمنطقة المكشوفة منه تبلغ 5642 م2 والمسقفة تبلغ 5520 م2.
وعدد الاعمدة الكلية في المسجد تبلغ 187 عامودا، بينما تبلغ عدد الاقواس فيه 56 قوسا..
الماضي البعيد يحملُ كل تلك المعاني التي تجعل القلب والفكر خاشعاً.. والماضي القريبُ يجعلك تصطدم بما تراه من جديد..
يشغلك الجديد عن القديم .. وتحتار بينهما..
في الماضي القريب بالنسبة لي أي منذ منذ قرابة أربعة عقود ترتسم في مخيلتي تلك الصورة الخاصة لمسجد الكوفة.. مسجدٌ يذكرك بالماضي البعيد.. أرضه رملية.. جدرانه المرتفعة عشرة أمتار تحاكي جدران قصر الامارة.. يتوسطه مكان كان يجذب اليه الكبار والصغار وخاصة من كان في مثل عمري آنذاك ليقف وينظر اليه و هو محاط بسور حديدي يمنع السقوط في ذاك المكان العميق بضعة أمتار..
إنه المكان الذي فار منه التنور.. إنه مكان سفينة نوح..
كنت شابا في مقتبل العمر أقف وأتأمل ذاك المكان.. من هنا كانت بداية الطوفان حيث نبع الماء من تنور النار.. فعمَّ العقاب المعمورة التي لم ينج من سكانها سوى من ركب السفينة.. وكنت أتساءل بيني وبين نفسي قائلا: كيف يمكن للماء أن يفور من تنور النار؟ وكنت افترض الجواب سريعاً.. كما حصل مع ابراهيم الذي صارت النار عليه بردا وسلاما..
مَن فهمَ قصة الطوفان يفهمُ قول رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَهْلُ بَيْتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ.
كان للتنور رمزيته في مسجد الكوفة.. وكان الزائرُ يتجول في أرجاءه بين تلك الاسطوانات التي تحمل كل واحدة منها رمزية خاصة.
ها نحن عند الباب الاعظم نهيئ أنفسنا للدخول فلا بد لنا من ننتقل من حالة الفكر والخيال الى حالة الواقع والعمل، لذا علينا ان نسلم قائلين:
السَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
السَّلَامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَى مَجَالِسِهِ وَ مَشَاهِدِهِ وَ مَقَامِ حِكْمَتِهِ وَ آثَارِ آبَائِهِ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ بُنْيَانِ بَيِّنَاتِهِ.
السَّلَامُ عَلَى الْإِمَامِ الْحَكِيمِ الْعَدْلِ الصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ الْفَارُوقِ بِالْقِسْطِ الَّذِي فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الْكُفْرِ وَ الْإِيمَانِ وَ الشِّرْكِ وَ التَّوْحِيدِ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ خَاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ زَيْنُ الصِّدِّيقِينَ وَ صَابِرُ الْمُمْتَحَنِينَ وَ أَنَّكَ حَكَمُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ قَاضِي أَمْرِهِ وَ بَابُ حِكْمَتِهِ وَ عَاقِدُ عَهْدِهِ وَ النَّاطِقُ بِوَعْدِهِ وَ الْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ وَ كَهْفُ النَّجَاةِ وَ مِنْهَاجُ التُّقَى وَ الدَّرَجَةُ الْعُلْيَا وَ مُهَيْمِنُ الْقَاضِي الْأَعْلَى.
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى أَنْتَ وَلِيِّي وَ سَيِّدِي وَ وَسِيلَتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
نعم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) رمزية خاصة في هذا المسجد.
لقد أصبحنا مهيئين للدخول فخطونا نحو المسجد ونحن نقول:
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ.
هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ (ص) وَ بِوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ الصَّادِقِينَ النَّاطِقِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَ هُدَاةً وَ مَوَالِيَ.
سَلَّمْتُ لِأَمْرِ اللَّهِ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَ لَا أَتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ وَلِيّاً كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً حَسْبِيَ اللَّهُ وَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ (ص) وَ أَنَّ عَلِيّاً وَ الْأَئِمَّةَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ (ع) أَوْلِيَاؤُهُ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.